بحث عن عبد الحميد بن باديس : بطل الثورة الجزائري

بحث عن عبد الحميد بن باديس . في مقال اليوم ، سنتحدث عن علم ومجاهد جزائري كبير ، وقف في وجه الظلم والاستبداد ، وعزم بكل جهد وقوة لتحرير وطنه .

بطل أخذ على عاتقه نشر العلم والوطنية وترسيخ مبادئ الأخلاق الكريمة ، فرغم جسده النحيل وبنيته الضعيفة ، إلا أنه كان أسدا وعاصفة لا يصدها أي أحد .

فهو والحق عنوان ، وكصاحبه المجاهد الليبي عمر المختار ، حمل في قلبه وروحه قضية أمة ووطن ، إنه البطل المجاهد عبد الحميد بن باديس .

من هو عبد الحميد بن باديس ؟

 

ولد الشيخ عبد الحميد بن باديس بمدينة قسنطينة ، عاصمة الشرق الجزائري ، في ليلة الجمعة 4 ديسمبر عام 1889 ، من أسرة عريقة جمعت بين العلم والجاه ، ووالده هو السيد محمد المصطفى بن مكي بن باديس ، الذي عرف بدفاعه عن حقوق المسلمين في الجزائر ، أما أمه فهي السيدة زهيرة بنت علي ابن جلول ، المشهورة بالعلم والتدين .

ثراء أسرته ساعد عبد الحميد على التحرر من أي تبعية للوظائف الفرنسية ، وأن يخصص حياته بأسرها لإحياء روح الثورة الجزائرية .

 

رحلة ابن باديس في طلب العلم

 

تلقى بن باديس العلم عن شيخه حمدان الونيسي ، ليطير بعد ذلك إلى تونس ويتخرج من جامعة الزيتونة بشهادة التطويع ( مدرس ) عام 1912 ، وانتقل بعد ذلك إلى المشرق حيث تعرف بالمدينة المنورة على نخبة من الشيوخ أين اتفقوا على تأسيس ‘ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ‘ .

 

كتب ابن باديس

 

كان لتأسيس جمعية العلماء المسلمين الأثر الكبير على حياة ابن باديس الفكرية والوطنية ، فكان حريصا في الحفاظ على التراث العربي الإسلامي .

وقد خلّف مجموعة من الكتب الثمينة التي أثرت رصيد العقل العربي المسلم ، ومنها ” تفسير بن باديس للقرآن الكريم ” ، ” عقيدة التوحيد ” ، ” أحسن القصص ” ، ” رسالة في الأصول ” ، ومقالات كثيرة جمعها المفكر الإسلامي الجزائري عمار الطالبي في ” آثار ابن باديس ” .

 

ابن باديس وتحطيمه لأسطورة ( الجزائر الفرنسية )

 

في الوقت الذي بسط فيه المستعمر سيطرته الكبيرة على الأراضي الجزائرية ، لدرجة أن كبار المفكرين والسياسيين أصابهم الضعف والهزيمة النفسية ، سطع ضوء ابن باديس حيث صمم وبعزيمة لا تقبل أي استسلام ، على تحطيم سطوة المستعمر .

فكانت خطته تقوم على محاصرة المستعمر بطريقة لم يكتشفوها إلا بعد فوات الأوان . كان أساس الخظة يرتكز على ربط الماضي بالحاضر ، وذلك بتذكير أسلاف الأجداد وصبرهم ، وعظمة الإسلام ومجده ، فكان يعدّ جيلا سيقوم بنهضة عربية إسلامية واعدة .

لذا فإن قلنا بأن المصلح المجاهد ابن باديس ذكي جدا فلأنه ركز على الجهاد العقلي أولا ، وهو تحرير العقل من مخلفات الجهل والانهزام .

فكان أول هدف لابن باديس الطرق الصوفية ومريديها ، حيث كانوا مرآة للمستعمر يغسلون أدمغة الشعب ، ويملأونها بالتخلف والانصياع لفرنسا ، الشيء الذي حاربه ابن باديس بشدة ، فاستعمل سلاح القلم وخصص جرائد لانتقاد الطرق الصوفية ، وكثيرا ما كانت السلطات الفرنسية تصادرها خوفا وهلعا .

 

ابن باديس ومعركة الحياة والموت

 

استشرى داء المستعمر في ربوع التراب الجزائري ، وعزمت فرنسا بكل قوة ومكر على دمج الجزائر في كيانها ، ولأن دمار أي أمة يكون يتدمير هويتها العلمية ، فسلطت أعينها على المركز العلمي الإشعاعي ، ‘ جمعية العلماء الجزائريين ‘ ، وحاولت بكل حيلة أن تهدّ هذا الصرح العلمي الثقافي العظيم .

كما حاول المستعمر أن يساوم المجاهد ابن باديس بكل غال ونفيس للتراجع عن مبادئه وقبول مودة الفرنسيين ، لكن الأسد قال جملة مدوية : لا أسمح بذلك حتى أموت ، وظل كذلك إلى نهاية حياته .

 

متى توفي عبد الحميد بن باديس ؟

 

عندما حانت لحظات الرحيل الأخيرة ، نظر الشيخ ابن باديس نظرة ملؤها الأمل بغد جزائري قريب عنوانه الحرية والعيش الكريم ، نظر إلى تلاميذه ورفاق دربه ومريديه ،فأشار رافعا يديه إلى سلسلة جبال الأوراس التي تحيط بالعاصمة الجزائرية ، وقال : يوما ما ، ليس ببعيد ، سوف يهبطون من الجبال ليحرروا الجزائر .

لتصعد الروح إلى بارئها بعد ذلك في يوم 16 أبريل عام 1940 ، وقد صدق قول المجاهد الكبير ، وخلف جيلا ضحى بالغالي والنفيس لتحرير الوطن ، وتمكن الأبطال من تحقيق أمل ابن باديس وإكمال مشواره ، فنم مرتاحا يا بطل بلد المليون ونصف شهيد .

اقرأ أيضا : عمر المختار : أسد ليبيا الشامخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *