في موضوع اليوم ” صلاة الإستخارة وكيف تؤدى ” ، سنتحدث عن مشروعية هذه الصلاة ، ونبين شروطها وأحكامها ، وطريقة أدائها الصحيحة .
مقدمة
أنعم الله علينا بدين متكامل ، لم يترك مشكلة ولا قضية إلا وعالجها ، فكان منهج حياة يسلك به المؤمن خير الطرق للفوز برضا الله ورحمته .
ومن الأمور التي تطرأ علينا في حياتنا هو أنه أحيانا نعزم على قضاء عمل ما ، أو الإقبال على شيء يخصنا ومستقبلنا ، فنقع تحت رباط الحيرة والتفكير الطويل في منفعة هذا الأمر أو مضرته ، فأكرمنا الله بهدية مريحة تشرح الصدور ، وهي صلاة الاستخارة .
ما هي صلاة الاستخارة ؟
الاستخارة لغة مأخوذة من خار الله لك أي أعطاك ما هو خير لك ، واستخار الله أي استعطفه .
أما اصطلاحا فهي طلب خير الأمور التي يجهل الإنسان عاقبتها من الله عز وجل ، وهي سنّة تندرج في حكم النوافل ، وتكون بركعتين مستقلتين .
متى أصلي صلاة الاستخارة ؟
كما أشرنا سابقا فصلاة الاستخارة هي استعطاف لله عز وجل وطلب توفيق منه وإرشاد للعمل الذي سيقبل عليه ، والأمر ببساطة أن لا يكون محرما أو واجبا ، يعني استخر الله في أمور الزواج مثلا ، أو في سفر ، أو عمل ، أو شراء منزل.. وهلمّ جرا .
كيف تصلى صلاة الاستخارة ؟
حديث نبي الرحمة المهداة عليه أفضل الصلاة والسلام جامع وملخص لطريقة صلاة الاستخارة ، حيث يقول :
‘ إذا همَّ أحدكم بالأمْر فليَركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدِرك بقدرَتِك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدِر ، وتعلَم ولا أعلَم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنتَ تعلَم أن هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال : عاجل أمري وآجله – فاقدره لي ، ويَسِّرْه لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال : في عاجل أمري وآجله – فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضِنِي به ‘ . ( متفق عليه )
[wp_ad_camp_3]إذن هي صلاة من ركعتين ، ولا تقيد بوقت محدد لأنها تندرج تحت حكم النافلة ، أما عن ما يقرأ به من سور فيها فهو كالتالي :
1 – أن يقرأ بعد الفاتحة :
– في الركعة الأولى ( قل يا أيها الكافرون ) .
– في الركعة الثانية ( قل هو الله أحد ) .
أو
2 – أن يقرأ بعد الفاتحة :
– في الركعة الأولى ‘ وَرَبُّك يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ . مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ . وَرَبُّك يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُون ‘ ( القصص 68 – 69 ) .
– في الركعة الثانية ‘ مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا ‘ ( الأحزاب 36 ) .
3 – ويبقى قول أخير ويقضي بحرية اختيارك لما تقرأ تيسيرا .
متى يقال دعاء صلاة الاستخارة ؟
لدعاء الاستخارة مواطن عدة ، فالبعض يقول بأفضليته قبل السلام ، والبعض الآخر يقول بعد السلام ، وفي كلتا الحالتين يبقى دعاء مفتوح ، لذا فهو غير مقيد بموضع محدد ، والحمد لله على يُسر ديننا .
مراجعة تلخص ما سبق :
صلاة الاستخارة هي طلب معونة الله وتوجيهه عند الإقبال على أمر ما ولا تعلم هل تكمل فيه أم تحجم ، وتكون بركعتين تامتين ، وبعد السلام تقول حاجتك الخاصة ( أريد الزواج بفلانة – أريد أن أسافر للعمل في إحدى البلدان….الخ ) .
ما يفعله من لم يحفظ دعاء الاستخارة
يعرض علماؤنا الأفاضل على الذي لم يحفظ دعاء الاستخارة حكمين :
1 – أن يكون ممن يعرف القراءة ، وفي هذه الحالة لا بأس له بقراءة الدعاء من ورقة أو كتاب ، ولا حرج عليه من ذلك لأنها من مصلحة الصلاة .
2 – أن يكون ممن لا يعرف القراءة ، وهنا لا بأس في أن يدعو بأي دعاء يؤدي معنى الاستخارة ، والله أعلم بنية عبده .
كم مرة يحق لي أن أصلي صلاة الاستخارة ؟
صلاة الاستخارة ليست مقيدة بعدد ، بل هي مناجاة واستعطاف لمدبر السماوات والأرض ، لذا إن لم تجد في نفسك أثرا أو نتيجة لما أنت مقبل عليه ، فاستخر العزيز الكريم ، فبابه مفتوح في أي وقت تبارك وجل شأنه .
ماذا يحدث بعد صلاة الاستخارة ؟
يباشر المؤمن حياته بشكل عادي جدا ولا ينتظر أن تكون النتيجة رؤيا أو منام ، فإذا انشرح صدره ورأى أن نفسه مقبلة على هذا العمل فليتوكل على الله ويباشره ، أما إذا وجد ضيقا وعدم ارتياح فالأولى أن لا يمضي في أمره ، أما إن طغى عليه التردد ولم يعرف ما يجب فعله فيحق له أن يستخير مرة أخرى إلى أن يجعل الله له من أمره مخرجا .
مصادر :
– صلاة الاستخارة ، مسائل فقهية وفوائد تربوية ( عقيل بن سالم الشهري ) .