لماذا كان الاذان خيرا من الناقوس ؟ : وقفة مع النداء الرباني المبارك

في موضوع اليوم سنجيب على سؤال : لماذا كان الاذان خيرا من الناقوس ؟ ، حيث سنروي لكم قصة مشروعية الآذان ، وأشهر المؤذنين في الإسلام ، والآداب الواجب الالتزام بها عند سماعه .

 

مقدمة

 

كل يوم يصدح في الأجواء نداء رباني يدعونا لنيل النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة ، نداء لنقصد بيت الله ونريح قلوبنا بالصلاة ، نداء مهما تكرر إلا وزادك متعة ما بعدها متعة ، لأنه يحمل كلمات تمتلك القلوب فتأسرها ، وتشرح الصدور فتبهجها ، إنه الآذان .

 

قصة مشروعية الاذان

 

بعد الفتح الاسلامي المبارك ، ودخول الناس أفواجا مرددين بوحدانية الخالق ، وشاهدين بصدق على رسالة نبي الرحمة المهداة ، كانوا أحوج ما يكون لشيء موقوت ينظم صلاتهم ويخبرهم بموعدها وأوانها ، سيما وأنهم كانوا يأتون إلى المسجد وقت الصلاة وينصرفون هكذا بدون أي إعلام .

فاجتمع الرسول الكريم – عليه أفضل الصلاة والتسليم – بصحابته الكرام – رضوان الله عليهم – وشاورهم في أمر اقتراح فكرة أو وسيلة يعلم بها الناس وقت الصلاة فينتبهون إليها ، فاقترح بعضهم أن ترفع راية بمكان يراه الناس جميعا حتى يعلموا أنه وقت الصلاة ، واقترح البعض الآخر إشعال نار في تل مرتفع ، لكن الرسول الكريم لم يستحسن هذه الآراء .

وأشار آخرون إلى استعمال بوق أو ناقوس يصل صداه للجميع ، فينتبهوا لوقت الصلاة ، لكن النبي الكريم رفض ذلك قطعا لأن تلك من عادة اليهود والنصارى ، وهو صلى الله عليه وسلم كان يحب مخالفة أهل الكتاب .

 

 رؤيا عبد الله  وعمر تفصل في الأمر

 

جاء الصحابي عبد الله بن زيد إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وحدثه بأنه رأى في منامه أنه ينادي الناس للصلاة ، وحدثه عن ذلك النداء ، وصادف أن عمر بن الخطاب أيضا رأى نفس الرؤيا ، وكأنها رسالة وهدي رباني وجهت المسلمين خير توجيه ، فوافق الرسول الكريم على أن يكون نداء الاذان بالصيغة التي رأوها وهي التي نحن عليها اليوم وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .

[wp_ad_camp_3]

تعريف الاذان

 

الأذان في اللغة : الإعلام بالشيء ، أما شرعا فهو الإعلام بوقت الصلاة بألفاظ معلومة مخصوصة مشروعة ، ويسمى النداء لأن المؤذن ينادي الناس ويدعوهم إلى الصلاة .

يقول سبحانه : ‘ إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله ‘ ( الجمعة – 9 ) .

الأذان فرض كفاية على الرجال دون النساء ، للصلوات الخمس المكتوبة ، وصلاة الجمعة . يقول صلى الله عليه وسلم : ‘ فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم ‘ ( متفق عليه ) .

 

صيغة الاذان

 

وهو ما ثبت عن الصحابي عبد الله زيد ، وصفته : ‘ الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد  أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسولُ الله، أشهد أن محمدًا رسولُ الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله ‘ .

 

قصة الصلاة خير من النوم

 

ليست بقصة حتى يبحث في أصلها ، وإنما هي من الاذان حيث يقولها المؤذن عند صلاة الفجر بعد حي على الفلاح ، وذلك ثابت في السنة ، وهي تنبيه عظيم ورائع للنائمين بفضل الصلاة ، ودعوة إلى النشاط ، ونبذ الكسل .

وفي دراسة ألمانية اكتشف أطباء القلب أن أوعية القلب تكون أضيق ما يكون عند الساعة الثامنة صباحا أثناء نوم الإنسان ، وبالتالي تكون هنالك احتمالية كبيرة للجلطات ، ووجدوا أن الحل لتفادي هذا الانسداد هو الاستيقاظ قبل الثامنة ثم معاودة النوم ، وعند المسلمين نداء رباني يتكرر كل يوم فيوقظهم من نومهم بكامل إرادتهم ورضاهم ، وفيه الخير ، كل الخير لهم .

 

الفرق بين الاذان والإقامة

 

الاذان هو النداء الرباني لحضور الصلاة ، أما الإقامة فهي من اسمها ما يقال عند القيام للصلاة وتختلف عن الأذان فقط بأنها وترية أي لا تتكرر ألفاظها ( باستثناء التكبيرتين ) ، في حين أن الآذان شفعي ، ويضاف إلى الإقامة قول قد قامت الصلاة مرتين بعد حي على الفلاح .

 

أول مؤذن في الإسلام

 

خص رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الصحابي الجليل بلال بن رباح – رضي الله عنه –  بشرف أن يكون أول من يؤذن للأمة المحمدية ويناديها للصلاة ، فكان يصعد إلى مكان مرتفع ويردد بصوته العذب الشجي نداء الصلاة ، فيريحون أنفسهم بها كما جاء عن النبي الكريم ، وشارك بلال شرف هذه المهمة ، الصحابي الجليل عبد الله بن أم مكتوم .

 

ماذا يقال عند سماع الاذان

 

انطلاقا مما ورد في السنة النبوية الشريفة ، فإنه يشرع لمن سمع المؤذن أن يردد ما يقول سرا ، فإذا قال الله أكبر ردد مثلها ، حتى يصل إلى قول المؤذن حي على الصلاة و حي على الفلاح فيقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم يصلي على النبي المصطفى ، ويدعو بالدعاء الوارد عنه صلى الله عليه وسلم : ‘ اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمد الوسيلة والفضيلة ، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته ، إنك لا تخلف الميعاد ‘ ( البخاري ) ، وزاد البيهقي لفظ ( إنك لا تخلف الميعاد ) في سننه .

أرجو أن تكونوا قد استفدتم من هذا الموضوع ، والذي وإن كان يبدو بسيطا واضحا عند معظم الناس ، إلا أن الحقيقة المرة أن الكثير من الشباب – بل والشيب – يجهلون هذه القواعد والسنن ، ولا يحفظونها ، فلتشاركوا الموضوع مع ذويكم وأصدقائكم حتى يعلم من لا يعلم .

مراجع :

– الأذان والإقامة في ضوء الكتاب والسنة ( سعيد بن علي بن وهف القحطاني ) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *